الآية (56) من سورة العنكبوت



قالَ سُبحانَه وتعالى:
{يَا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ} [العنكبوت (56)].

الآية (28) من سورة النّور



قالَ تعالى:
{فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [النّور: 28]

قال الشّاعرُ: كَمْ مِنْ (كِتَابٍ) تَعْبِتُ فِي طَلَبِهِ ... وَكُنْتُ مِنْ أَبْخَلِ الْخَلائِقِ بِهِ!



بسمِ اللهِ الرَّحمن الرَّحيمِ

• قال الشّاعرُ:
1- كَمْ مِنْ (كِتَابٍ) تَعْبِتُ فِي طَلَبِه
وَكُنْتُ مِنْ أَبْخَلِ الْخَلائِقِ بِه!
2- حَتَّى إِذَا مِتُّ وَانْقَضَى سَبَبِي  
عَادَ لِغَيْرِي فَصَارَ (مِنْ كُتُبِه)!
"التّذكرة"، للحميديّ، ط 1 (1423هـ‍)، دار الكتب العلمّية، بيروت.
الإثنين 6 ربيع الثّاني 1436هـ‍

مَا هُوَ (الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ)؟...في قولِه تَعالى: {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ} من سورة الأنبياء



بسمِ اللهِ الرَّحمن الرَّحيمِ
مَا هُوَ (الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ)؟...

• قَالَ تَعَالى في سورةِ "الأنبياء":
{لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103)}

- ما هوَ (الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ)؟
باختصارٍ؛ ذكرَ المفسِّرون عدَّةَ أقوالٍ:
1) الْمَوْتُ.
2) النَّفْخَةُ فِي الصُّورِ.
3) حِينَ يُؤْمَر بِالْعَبْدِ إِلَى النَّارِ.
4) حِينَ تُطْبِقُ النَّارُ عَلَى أَهْلِهَا.
5) حِينَ يُذبَح الْمَوْتُ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ.

- لكنْ رجَّحَ الإمامُ الطّبريُّ -رحمهُ اللهُ- أنَّهُ (النَّفخةُ الآخِرَةُ)! وهوَ (النَّفْخةُ في الصُّور)!
وذكرَ ترجيحَهُ ابنُ كثيرٍ -رحمهُ اللهُ- في تفسيرهِ؛ قائلًا:
"وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِـ(الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ): النَّفْخَةُ فِي الصُّورِ. قَالَهُ العَوْفي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبُو سِنَانٍ سَعِيدٌ ابنُ سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ، وَاخْتَارَهُ ابْنُ جَرِيرٍ فِي تَفْسِيرِهِ" اهـ‍

- وجاءَ في تفسيرِ البغويِّ -رحمهُ اللهُ- ما استدلَّ بِهِ على هذا الاختيارِ:
"{لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ}، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: "(الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) النَّفْخَةُ الْأَخِيرَةُ!". بِدَلِيلِ قَوْلِهِ -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ}[النَّمُلِ: 87]" اهـ‍
وللتَّوسُّعِ؛ يُنظرُ "تفسير الطّبريّ، وابن كثيرٍ، والبغويِّ". واللهُ تعالى أعلم.
أسألُهُ جلَّ وعلا أن يُؤَمِّنَنا في الدُّنيا والآخرةِ!.. اللهمَّ آمين.
وصلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وسلَّم.
السّبت 4 ربيع الثّاني 1436هـ‍