في معْنى (وَفْدُ اللهِ)، من قوله عليه الصلاة والسّلام: ((الحُجَّاجُ وَالعُمَّارُ وَفْدُ اللهِ!))



 بسمِ اللهِ الرّحمن الرّحيم..
((الحُجَّاجُ وَالعُمَّارُ وَفْدُ اللهِ!))

• عن جابرٍ رَضِيَ الله عنهُ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِوسلَّمَ:
((الحُجَّاجُ والعُمَّارُ وَفْدُ اللهِ! دَعاهُمْ فأجابُوهُ! وَسَأَلُوهُ فأَعْطَاهُمْ))!
حسَّنَهُ الوالدُ-رحمهُ اللهُ تعالى-, يُنظر" سلسلته الصّحيحة"، (1820).

• وفي معْنى (وَفْدُ اللهِ):
 - "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح"، (5/ 1754-1755):
"(وَفْدُ اللَّهِ) الْإِضَافَةُ لِلتَّشْرِيفِ! وَالْمُرَادُ: وَفْدُ حَرَمِهِ! أَيْ كَجَمَاعَةٍ قَادِمُونَ عَلَيْهِ، وَنَازِلُونَ لَدَيْهِ، وَمُقَرَّبُونَ إِلَيْهِ!...
وَفِي "النِّهَايَةِ": (الْوَفْدُ) الْقَوْمُ يَجْتَمِعُونَ وَيَرِدُونَ الْبِلَادَ، أَوْ يَقْصِدُونَ الرُّؤَسَاءَ لِلزِّيَارَةِ، أَوِ اسْتِرْفَادًا وَغَيْرَ ذَلِكَ.
وَالْحَاصِلُ أَنَّهُمْ قَوْمٌ مُعَظَّمُونَ عِنْدَ الْكُرَمَاءِ! وَمُكَرَّمُونَ عِنْدَ الْعُظَمَاءِ! تُعْطَى مَطَالِبُهُمْ وَتُقْضَى مَآرِبُهُمْ!" اهـ‍

- وجاءَ في "فيض القديرِ"، (3/ 402)، عنْ  شَرطِ استجَابةِ اللهِ لهمْ:
"...وهَذَا إذَا رَاعَوْا مَا عَلَيهِمْ منَ الشُّروطِ والآدَابِ!" اهـ‍

= فما أشرَفَهَا من وُفُودٍ!
وما أعظَمَهُ من إِلَهٍ وربٍّ  كَريمٍ ودودٍ!
- - -
الثّلاثاء 6 ذو الحجّة 1435هـ‍

في مَعْنَى: ((رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أمه))؟



بسمِ اللهِ الرّحمٰنِ الرّحيمِ...
في مَعْنَى: ((رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ))؟

• عن أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم:
((مِنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ؛ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ)).
متّفقٌ عَليه.

- "فتح الباري"، (5/ 157):
"((رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ))؛ أَيْ بِغَيْرِ ذَنْب ، وَظَاهِرُهُ: غُفْرَان الصَّغَائِر وَالْكَبَائِر وَالتَّبِعَاتِ!.. ..الْفَاء فِي قَوْلهِ ((فَلَمْ يَرْفُث)) مَعْطُوف عَلَى الشَّرْط، وَجَوَابهُ:  ((رَجَعَ))؛ أَيْ: صَارَ ، وَالْجَارّ وَالْمَجْرُورُ خَبَرٌ لَهُ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا؛ أَيْ: صَارَ مُشَابِهًا لِنَفْسِهِ فِي الْبَرَاءَة مِنَ الذُّنُوبِ فِي يَوْم وَلَدَتْهُ أُمُّهُ!.." ا ه مختصرًا.

- "المنتقى شرح الموطَّإ"، (3/ 81):
"((رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ)): يُرِيدُ -وَاَللَّهُ أَعْلَمُ- أَنَّهُ لَا ذَنْبَ لَهُ! لِأَنَّ مَا أَتَى بِهِ مِنْ الْعَمَلِ قَدْ كَفَّرَ سَائِرَ ذُنُوبِهِ، فَصَارَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ لَا ذَنْبَ لَهُ!! وَاَللَّهُ أَعْلَمُ" اهـ‍

- "عمدة القاري شرح صحيح البخاري"، (9/ 136):
 "((رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ))؛ أَي: رَجَعَ مُشَابِهًا فِي الْبَرَاءَةِ عَنِ الذُّنُوبِ لِنَفْسِهِ فِي يَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ! وَرجَع بِمَعْنى: صَارَ، جَوَابُ الشَّرْط" اهـ‍
- - -
الإثنين 5 ذو الحجّة 1435هـ‍



مَاذا قَالَ الإمامُ ابن القيّم عَنِ مُنكِرِ (صفةِ الكلامِ) لله -عَزَّ وَجَلَّ؟



بسمِ اللهِ الرّحمٰنِ الرّحيمِ...
مَاذَا قَالَ الإمامُ ابنُ القَيِّمِ عَنِ مُنْكِرِ (صِفَةِ الكَلامِ) للهِ -عَزَّ وَجَلَّ-؟

• قَالَ الإمامُ ابنُ القيِّمِ -رحمهُ اللهُ-، في "مدارج السَّالكين":
"- ...وَمِنْ هَٰهُنَا قَالَ السَّلَفُ:
مَنْ أَنْكَرَ كَوْنَ اللَّهِ (مُتَكَلِمًا)؛ فَقَدْ أَنْكَرَ (رِسَالَةَ الرُّسُلِ كُلِّهِمْ)!
لِأَنَّ حَقِيقَتَهَا: تَبْلِيغُ كَلَامِهِ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ إِلَى عِبَادِهِ!
فَإِذَا انْتَفَى كَلَامُهُ؛ انْتَفَتِ الرِّسَالَةُ!

- وَقَالَ تَعَالَى -فِي سُورَةِ "طه" عَنِ السَّامِرِيِّ-:
{فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا} [طه: 88]
وَ(رَجْعُ الْقَوْلِ): هُوَ التَّكَلُّمُ وَالتَّكْلِيمُ!

- وَقَالَ تَعَالَى:
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [النحل: 76]
فَجَعَلَ (نَفْيَ صِفَةِ الْكَلَامِ) مُوجِبًا لِـ(بُطْلَانِ الْإِلَهِيَّةِ)!!
وَهَذَا أَمْرٌ مَعْلُومٌ بِالْفِطَرِ!
 وَالْعُقُولِ السَّلِيمَةِ!
وَالْكُتُبِ السَّمَاوِيَّةِ!
أَنَّ فَاقِدَ صِفَاتِ الْكَمَالِ؛ لَا يَكُونُ إلَهًا!
وَلَا مُدَبِّرًا!
وَلَا رَبًّا!
بَلْ هُوَ مَذْمُومٌ، مَعِيبٌ نَاقِصٌ!...." انتهى.
(1/ 78-79)، ط2 (1429هـ‍)، دار طيبة.
- - -
الأحد 4 ذو الحجّة 1435هـ‍