(يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ) سورة الأنبياء: 104



قالَ ربُّنَا تباركَ تعَالىٰ:
)يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ 
وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ(  
[سورةُ الأنبياء : 104]

(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ) سورة مريم



قَالَ اللهُ تعالىٰ:
)وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً(
)فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً(
)قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً(
)قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً(

[سورة مريم : الآيات: 16 إلى 19]

في معنىٰ قولِهِ تعالَىٰ: {هُدْنَـا إِلَيْكَ} سورة الأعراف: 156



في معنىٰ قولِهِ تعالَىٰ:
{هُدْنَـا إِلَيْكَ}

بسمِ اللهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ...
الحمدُ للهِ، والصّلاةُ والسّلامُ علىٰ رسولِ اللهِ؛ أمَّا بعدُ:
قالَ ربُّنا -تباركَ وتعالىٰ- في سورةِ "الأعرافِ":
{وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَـا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}[الأعراف: 156]
وفي تفسيرِ {هُدْنَـا إِلَيْكَ}؛ قالَ العلَّامةُ الشّنقيطيُّ -رحمهُ اللهُ- في "العذبِ النَّميرِ"*:
"وقوله: {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ} العربُ تقولُ: هادَ يهودُ: إذا تَابَ ورَجَعَ.
وهٰذا هو المعنىٰ المشهورُ الصّحيحُ في هٰذِهِ الآيةِ {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ}؛ أي: تُبْنَا ورَجَعْنَا إليكَ.
وهٰذا كالتّعليلِ لـمَا قبلَهُ؛ لأنَّ التَّوبةَ والإنابةَ والرُّجوعَ إليهِ منَ الأسبابِ التي يَكتبُ اللهُ بـهَا حسنةَ الدُّنيا، وحسنةَ الآخرةِ!
العربُ تقولُ: هُدْ أيُّهَا الرَّجُلُ. تُبْ إلىٰ اللهِ منْ ذنوبِكَ وارْجِعْ.
وهادَ: أيْ: تابَ.
والـهُودُ: جمعُ (هائِدٍ)؛ وهوَ (التَّائبُ).
وقد قالَ بعضُهُمْ:
يَا رَاكِبَ الذَّنْبِ هُدْ هُدْ ... واسْجُدْ كَأَنَّكَ هُدْهُدْ!". انتهى.
واللهُ تعالى أعلمُ.
~ ~ ~
* الطّبعة الثّانية (1426هـ‍)، دار عالَـم الفوائد، الـمُجلَّدُ الرّابع، صفحة (200-201).
الثّلاثاء: 18/ ذو القعدة/ 1434هـ‍.

(وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ) سورة البقرة: 196



قَالَ اللهُ تعالىٰ:
)وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(
[البقرة : 196]