(لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ) الآية: 14، من سورة الرّعد



قالَ تعَالىٰ:
)لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ(
 [سورةُ الرّعد - الآية: 14]

(قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) الآية: 11، من سورة: فصّلت



قالَ تباركَ وتعَالىٰ:
)ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ(
[سورةُ فصِّلت - الآية: 11]

ما حدُّ القراءةِ في (قيامِ اللّيلِ)؟ من كتاب (قيام رمضان) للإمام الألبانيّ رحمه الله



(5)
ما حدُّ القراءةِ في (قيامِ اللّيلِ)؟

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ...
الحمدُ للهِ، والصّلاةُ والسّلامُ على رسولِ اللهِ؛ أمَّا بعدُ:
قالَ الوالدُ -رحمهُ اللهُ- في كتابِهِ: (قيام رمضان):

"القراءةُ في القيامِ:
وأما القراءة في (صلاةِ اللَّيل) -في قيامِ رمضانَ أو غيرِهِ- فلمْ يَحُدَّ فيها النبيُّ صلَّىٰ اللهُ عليهِ وسلَّمَ حدًّا لا يتعدَّاهُ بزيادةٍ، أو نقْصٍ؛ بلْ كانتْ (قراءتُهُ) صلَّىٰ اللهُ عليهِ وسلَّمَ فيها تختلفُ قِصْرًا وطُولاً:
 فكان تارةً يقرأُ في كل ركعةٍ قدْرَ {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}, وهي (عشرونَ آيةً)!
 وتارةً قدْرَ (خمسينَ آيةً)!
  وكانَ يقولُ: ((منْ صلَّىٰ في لَيْلَةٍ بِمِئَةِ آيةٍ؛ لمْ يُكْتَبْ منَ الغَافِلينَ))!
وفي حديثٍ آخرَ: ..((بمِئَتَيْ آيةٍ؛ فإنَّهُ يُكْتَبُ من إِنَّهُ يُكْتَبُ مِنَ الْقَانِتِينَ الْمُخْلِصِينَ)).
وقرَأَ صلَّىٰ اللهُ عليهِ وسلَّمَ في لَيْلَةٍ وهُوَ مريضٌ (السَّبْعَ الطِّوَالَ)؛ وهيَ: سُورَةُ (البقرة), و(آل عمران), و(النّساء), و(المائدة), و(الأنعام), و(الأعراف), و(التّوبة)!
وقرأَ في ركعةٍ واحدةٍ (البقرة), ثمَّ (النّساء), ثمَّ (آل عمران)!
وكان يقرؤُها مترسِّلاً متمهِّلاً[1]

= وكان أُبيٌّ رضيَ اللهُ عنهُ يقرأُ بـ (المئينَ)! حتَّىٰ كانَ الَّذينَ خلفَهُ يعتمدونَ على العِصِيِّ من طولِ القيامِ! وما كانوا ينصرفونَ إلَّا في أوائلِ الفجرِ![2]

= وصحَّ عن عمرَ -أيضًا- أنَّهُ دعَا (القُرَّاءَ) في رمضانَ, فأمرَ:
أسرعَهُمْ قراءةً أن يقرأ (ثلاثينَ آيةً)
والوسطَ (خمسًا وعشرينَ آيةً)
والبطيءَ (عشرين آيةً)[3]

توجيهٌ:
وعلىٰ ذلكَ فإنْ صلَّىٰ القائمُ لنفسِهِ؛ فلْيطَوِّلْ ما شاءَ, وكذلكَ إذا كانَ معه من يوافقُهُ, وكلَّمَا أطالَ، فهوَ أفضلُ؛ إلَّا أنَّهُ لا يبالغُ في الإطالةِ حتَّىٰ يُحْيِيَ اللَّيلَ كلَّهُ إلَّا نادرًا؛ اتّباعًا للنَّبيِّ صلَّىٰ اللهُ عليهِ وسلَّمَ، القائلِ: ((وخيرَ الهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ))[4]
وأمَّا إذَا صلَّىٰ إمامًا؛ فعليهِ أن يُطِيلَ بما لا يشقُّ على من وراءَهُ؛ لقولِهِ صلَّىٰ اللهُ عليهِ وسلَّمَ
((إِذَا قَامَ أَحَدُكُمُ للنَّاسِ، فَلْيُخَفِّفِ الصَّلاةَ، فَإِنَّ فِيهِمُ الصَّغِيرَ، وَالْكَبِيرَ، وفيهمُ والضَّعِيفَ، وَالْمَرِيضَ، وذَا الحاجةِ، فَإِذَا قَامَ وَحْدَهُ، فَلْيُطِلْ صَلاتَهُ كَيْفَ شَاءَ))[5]".
~ ~ ~
انتهىٰ، بشيءٍ من الاختصار، وتصرّف يسير جدًّا.
وما في الهامش هي تعليقات الوالدِ -نفسِهَا- في حاشية الكتاب.
وفّقَنا اللهُ لاتّباعِ سنّتِهِ صلَّىٰ الله عليهِ وعلىٰ آلِهِ وسلَّم.
الإثنين: 20/ رمضان/ 1434ه‍





[1] - "هذه الأحاديث كلها صحيحة مخرجة في "صفة الصلاة"، (117-122) اهـ‍ "رواه مالك بنحوه. انظر "صلاة التراويح" ص (52)" اهـ‍
 - [2] "رواه مالك بنحوه. انظر "صلاة التراويح" ص (52)" اهـ‍
[3] - "انظر تخريجه في المصدر السابق ص71 ورواه عبد الرزاق أيضاً في "المصنف" 4/261/7731 والبيهقي 2/497" اهـ‍
[4] - هو بعض حديث رواه مسلم والنسائي وغيرهما, وهو مخرج في "أحكام الجنائز" ص (18) و"الإرواء" 608" اهـ
[5] - أخرجه الشيخان واللفظ والزيادات لمسلم, وهو مخرج في "الإرواء" 512 و "صحيح أبي داود" 759و760" اهـ‍

(وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ) الآية: 6، من سورة النّمْل



قالَ تعالىٰ:
)وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ(
[سورةُ النَّمْل - الآية: 6]

(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ) من سورة الأنبياء



قالَ تعالىٰ:
)اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ(
[سورةُ الأنْبياء - الآية: 1]