أين يقعدُ العائدُ

"أَيْنَ يَقْعُدُ العائِدُ؟"*

- عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَادَ الْمَرِيضَ جَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ (سَبْعَ مرارٍ):
((أَسْأَلُ اللهَ الْعَظِيمَ، رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيكَ))!
فَإِنْ كَانَ فِي أَجَلِهِ تَأْخِيرٌ عُوفِيَ مِنْ وَجَعِهِ!
قالَ عنهُ الوالدُ -رحمهُ اللهُ-: "صحيح".
* يُنظرُ "صحيحُ الأدبِ المفردِ"، الباب: 216 أينَ يقعدُ العائدُ؟ الحديثُ رقم (416).
~ ~ ~
السّبت: 20/ شعبان/1434هـ‍

أجر عائدِ المريض!...

(لِعَائِدِ المَرِيضِ)!

بسْمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ...
مِنَ الثّوابِ العظيمِ الذي يحظَى بهِ (العَائِدُ)! ما جاءَ عنْ عليِّ بنِ أبي طالبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
- أنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ:
((إِذَا عَادَ الرَّجُلُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، مَشَى فِي خِرَافَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسَ!
فَإِذَا جَلَسَ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ!
فَإِنْ كَانَ غُدْوَةً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ!
وَإِنْ كَانَ مَسَاءً صَلَّى  عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ))!
- وفي روايةٍ:
((مَا مِنِ امْرِىءٍ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا؛ إِلَّا ابْتَعَثَ اللهُ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ فِي أَيِّ سَاعَاتِ النَّهَارِ كَانَ؛ حَتَّىٰ يُمْسِيَ! وَأَيِّ سَاعَاتِ اللَّيْلِ كَانَ؛ حَتَّىٰ يُصْبِحَ))!
يُنظرُ: تصحيح الوالدِ -رحمهُ اللهُ- في "سلسلتِهِ الصّحيحة"، الحديث رقم (1367).
~ ~ ~
الخميس/ 18/شعبان/ 1434هـ‍

قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا.... سورة البقرة، الآية 170

قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
)وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا
وَلَا يَهْتَدُونَ(
 [سُورةُ البقرة - الآية: 170]

فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ... سورة الطارق الآية 5

قَالَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-:
)فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ(
[سُورةُ الطَّارق - الآية: 5]

اللهمَّ أنتَ الصّاحبُ في السّفر...

((اللَّهُمَّ! أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ))!...

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ...
من طيبِ (الأذكارِ) في (الأسفارِ)!..هذا الذّكرِ:
عنِ ابْنِ عمرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ، كَبَّرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ:
((سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا، وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ!
اللَّهُمَّ! إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى!
اللَّهُمَّ! هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ!
اللَّهُمَّ! أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ! وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ!
اللَّهُمَّ! إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَالْأَهْلِ))!
وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ، وَزَادَ فِيهِنَّ:
((آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ))!
~ ~ ~
"صحيح مسلم".
الأربعاء/ 17/1434هـ‍

لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى

قَالَ الْـمَولَى -عَزَّ وَجَلَّ-:
)اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى(
[سُورةُ طه - الآية:8]

آثارٌ عَنْ أدبِ جوابِ الكتابِ... من صحيح الأدبِ المفردِ

آثَارٌ عَنْ أدَبِ جَوَابِ الكِتَابِ!...
(من صحيحِ الأدبِ المُفردِ)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ...
الحمدُ للهِ الذي لا إلهَ إلاَّ هوَ...
والصَّلاةُ والسّلامُ على نبيِّنَا محمّدٍ وعلى آلِهِ وسلَّمَ، أمَّا بعدُ:
جاء في "لسان العرب":
"(الأَدَبُ): الذي يَتَأَدَّبُ به الأَديبُ من الناسِ. سُمِّيَ (أَدَبًا)؛ لأَنه يَأْدِبُ الناسَ إِلى المَحامِد ويَنْهاهُم عن المقَابِح!"اهـ
وهذهِ بعضُ (الآثارِ) تأدِبُ إلى محامدَ تتعلّقُ (بجوابِ الرّسائلِ والمكاتباتِ)! انتقيتُهَا من كتابِ "الأدبِ المفرد" للإمامِ البخاريِّ -رحمهُ اللهُ- مـمَّا قدْ صحَّحهُ والدي -رحمهُ اللهُ تعالى-، وسأضعُ البابَ، ثمَّ الأثرَ، ثمَّ حكمَ الوالدِ على صحّتهِ.

• بَابُ جَوَابِ الْكِتَابِ!
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: (إِنِّي لَأَرَى لِجَوَابِ الْكِتَابِ حَقًّا؛ كَرَدِّ السَّلَامِ)!
"حسن الإسنادِ".

• بَابُ الْكِتَابَةِ إِلَى النِّسَاءِ وَجَوَابِهِنَّ!
عنْ عائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ قَالَتْ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ -وَأَنَا فِي حِجْرِهَا- وَكَانَ النَّاسُ يَأْتُونَهَا مِنْ كُلِّ مِصْرٍ، فَكَانَ الشُّيُوخُ يَنْتَابُونِي لِمَكَانِي مِنْهَا، وَكَانَ الشَّبَابُ يَتَأَخَّوْنِي فَيُهْدُونَ إِلَيَّ، وَيَكْتُبُونَ إِلَيَّ مِنَ الْأَمْصَارِ، فَأَقُولُ لِعَائِشَةَ: يَا خَالَةُ! هَذَا كِتَابُ فُلَانٍ وَهَدِيَّتُهُ، فَتَقُولُ لِي عَائِشَةُ: (أَيْ بُنَيَّةُ! فَأَجِيبِيهِ وَأَثِيبِيهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَكِ ثَوَابٌ أَعْطَيْتُكِ، فَقَالَتْ: فَتُعْطِينِي)!
"حسنُ الإسنادِ".

• بَابُ: كَيْفَ يُكْتَبُ صَدْرُ الْكِتَابِ؟
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يُبَايِعُهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، لِعَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، وَأُقِرُّ لَكَ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ عَلَى سُنَّةِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، فِيمَا اسْتَطَعْتُ).
"صحيح الإسنادِ".

• بَابُ (أَمَّا بَعْدُ)!
- عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: أَرْسَلَنِي أَبِي إِلَى ابْنِ عُمَرَ، فَرَأَيْتُهُ يَكْتُبُ: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أَمَّا بَعْدُ).
"صحيح الإسنادِ".
- عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسَائِلَ مِنْ رَسَائِلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كُلَّمَا انْقَضَتْ قِصَّةٌ قَالَ: ((أَمَّا بَعْدُ))!
"صحيحٌ لغيرِهِ".

• بَابُ صَدْرِ الرَّسَائِلِ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ!
- عَنْ كُبَرَاءِ آلِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ كَتَبَ بِهَذِهِ الرِّسَالَةِ:
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، لِعَبْدِ اللهِ مُعَاوِيَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، مِنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، سَلَامٌ عَلَيْكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللهِ، فَإِنِّي أَحْمَدُ اللهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ).
"حسنُ الإسنادِ"
- عنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْجُرَيْرِيّ قَالَ: (سَأَلَ رَجُلٌ الْحَسَنَ عَنْ قِرَاءَةِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ؟ قَالَ: تِلْكَ صُدُورُ الرَّسَائِلِ)!
"صحيحُ الإسنادِ عن الحسنِ؛ وهو (البصريّ)".

• بَابُ: بِمَنْ يَبْدَأُ فِي الْكِتَابِ*؟
- عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَتْ لِابْنِ عُمَرَ حَاجَةٌ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَأَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ إِلَيْهِ، فَقَالُوا: ابْدَأْ بِهِ! فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى كَتَبَ: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، إِلَى مُعَاوِيَةَ).
"صحيحُ الإسنادِ"
- عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَتَبْتُ لِابْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: (اكْتُبْ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أَمَّا بَعْدُ: إِلَى فُلَانٍ).
"صحيحُ الإسنادِ".
* "أَيْ: بِنَفْسِهِ أَوْ بِالْمَكْتُوبِ إِلَيْهِ؟"اهـ‍ "فتح الباري".
~ ~ ~
السّبت: 13/ شعبان/ 1434هـ‍

(اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) سورة الرعد الآية 2

قَالَ رَبُّنَا -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-:
)اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ(
[سُورةُ الرّعد - الآية:2]

قال ابن الجزريِّ -رحمه الله- في كتاب النشر: رُبَّما يُرَاعَى فِي الْوَقْفِ الِازْدِوَاجُ...

"رُبَّمَا يُرَاعَى فِي الْوَقْفِ: (الِازْدِوَاجُ)"!...

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ...
بيّنَ الإمامُ ابنُ الجزريِّ -رحمهُ اللهُ- في كتابهِ "النّشر في القرءات العشر"، (1/237)؛ نوعًا من أنواعِ (الوقفِ) في تلاوةِ القرآنِ الكريمِ؛ من خلالِ بعض أمثلةِ الآياتِ الكريمةِ؛ فقالَ:
"رُبَّمَا يُرَاعَى فِي الْوَقْفِ: (الِازْدِوَاجُ)! فَيُوَصَلُ مَا يُوقَفُ عَلَى نَظِيرِهِ مِمَّا يُوجَدُ التَّمَامُ عَلَيْهِ، وَانْقَطَعَ تَعَلُّقُهُ بِمَا بَعْدَهُ (لَفْظًا)، وَذَلِكَ مِنْ أَجْلِ ازْدِوَاجِهِ:
1- نَحْوَ:
{لَهَا مَا كَسَبَتْ} -مَعَ- {وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ}.[البقرة: 134]
2- وَنَحْوَ:
{فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} -مَعَ- {وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ}.[البقرة: 203]
3- وَنَحْوَ:
{لَهَا مَا كَسَبَتْ} -مع- {وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ}. [البقرة: 286]
4- وَنَحْوَ:
{تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ} -مَعَ- {وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ}
{وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} -مَعَ- {وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ}.[آل عمران: 27]
5- وَنَحْوَ:
{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ} -مَعَ- {وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا}.[فصّلت: 46]
وَهَذَا اخْتِيَارُ (نُصَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ)، وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ أَئِمَّةِ الْوَقْفِ!" اهـ‍
~ ~ ~
الأربعاء: 10/ شعبان/ 1434هـ‍.

الْخَطُّ ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ .. للزّركشيّ


"الْخَطُّ ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ"!

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ...
قالَ الزّركشيُّ -رحمهُ اللهُ- في كتابِهِ: "البُرهَان في علُومِ القُرآنِ" (1/ 376):
"فَحَصَلَ أَنَّ الْخَطَّ* ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ:
1) خَطٌّ يُتَّبَعُ بِهِ الاقتِداءُ السَّلفيّ؛ وهو (رسْم الْمُصْحَفِ)!
2) وَخَطٌّ جَرَى عَلَى مَا أَثْبَتَهُ اللَّفْظُ، وَإِسْقَاطِ مَا حَذَفَهُ وَهُوَ (خَطُّ الْعَرُوضِ)! 
    فَيَكْتُبُونَ (التَّنْوِينَ)، وَيَحْذِفُونَ (هَمْزَةَ الْوَصْلِ)!
3) وَخَطٌّ جَرَى عَلَى (الْعَادَةِ الْمَعْرُوفَةِ)؛ وَهُوَ الَّذِي (يَتَكَلَّمُ عَلَيْهِ النَّحْوِيُّ)!"اهـ
~ ~ ~
*الخطّ: أي: رسم وكتابة الحروف.
الإثنين: 8/ شعبان/ 1434هـ‍.

رسم عثماني.. الأنعام 5


آيةٌ كريمةٌ بالرَّسمِ (الإملائيِّ) ثم (العثمانيِّ)!
(لنميّزَ الفروقَ)

• بالرَّسمِ الإملائيِّ:

{فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}
[الأنعام: 5]
 • بالرّسمِ العثمانيِّ:


الجمعة: 5/شعبان/1434هـ‍.

أجرُ المريض!....((كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا))!

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

((كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا))!

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ!
فَمَسِسْتُهُ بِيَدِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا!
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((أَجَلْ! إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ))!  
قَالَ: فَقُلْتُ: ذَلِكَ لِأَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ؟
فَقَالَ: ((أَجَلْ))!
ثُمَّ قَالَ:
((مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى مِنْ مَرَضٍ فَمَا سِوَاهُ؛ إِلَّا حَطَّ اللهُ تَعَالَى بِهِ سَيِّئَاتِهِ؛ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا))!
[متّفقٌ عليه].

جاء في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (3/ 1129):
"قَالَ الطِّيبِيُّ: شَبَّهَ حَالَ الْمَرِيضِ وَإِصَابَةَ الْمَرَضِ جَسَدَهُ، ثُمَّ مَحْوَ السَّيِّئَاتِ عَنْهُ سَرِيعًا بِحَالَةِ (الشَّجَرَةِ) وَهُبُوبِ الرِّيَاحِ الْخَرِيفِيَّةِ، وَتَنَاثُرِ الْأَوْرَاقِ مِنْهَا! فَهُوَ تَشْبِيهٌ تَمْثِيلِيٌّ. وَوَجْهُ الشَّبَهِ: الْإِزَالَةُ الْكُلِّيَّةُ عَلَى سَبِيلِ السُّرْعَةِ!
قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: وَفِيهِ إِشَارَةٌ عَظِيمَةٌ؛ لِأَنَّ كُلَّ مُسْلِمٍ لَا يَخْلُو عَنْ كَوْنِهِ مُتَأَذِّيًا!" اهـ‍
والحمدُ لله ربِّ العالمين.
الخميس/ 4/ شعبان/ 1434هـ‍

مِنْ معاني مادّةِ (رَبَب)...


مِنْ معَانِي مُفْرَداتِ مَادَّةِ (رَبَب)!
بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ...
من بعدِ حمدِ اللهِ، والصّلاةِ والسّلامِ على رسولِ اللهِ؛ فهذه معلوماتٌ جمعتُها -وباختصارٍ-؛  عن معاني بعضِ الكلماتِ التي جذرُها مادّة (رَبَب)؛ وأخصُّ بالذِّكرِ كلمةَ (الرّب)! التي هي مِنْ صفاتِ إلهنا وحدَهُ لا شريكَ لهُ!
من "لسان العرب" لابنِ منْظور:
"(رَبَب) الرَّبُّ هو: اللهُ عزّ وجلّ! هو رَبُّ كلِّ شيءٍ؛ أَي: مالكُه، وله الرُّبوبيَّة على جميع الخَلْق؛ لا شريك له! وهو رَبُّ الأَرْبابِ، ومالِكُ المُلوكِ والأَمْلاكِ!
و(ربُّ كلِّ شيءٍ): مالِكُه، ومُسْتَحِقُّه، وقيل: صاحبُه.
ويقال: فلانٌ رَبُّ هذا الشيءِ أَي مِلْكُه له.
وكُلُّ مَنْ مَلَك شيئًا فهو رَبُّه؛ يقال: هو (رَبُّ الدابةِ) و(رَبُّ الدارِ) و(فلانٌ رَبُّ البيتِ)، وهُنَّ (رَبَّاتُ الحِجالِ).
ويقالُ: (رَبٌّ) مُشَدَّد. و(رَبٌ) مخفَّف
(الرَّبُّ) يُطْلَق في اللّغةِ على (المالكِ والسَّيِّدِ والمُدَبِّر والمُرَبِّي والقَيِّمِ والمُنْعِمِ)
ولا يُطلَق غيرَ مُضافٍ إِلاّ على اللّه عزّ وجلّ!
وإِذا أُطْلِق على غيرِه أُضِيفَ فقيلَ (ربُّ كذا)
فأَمَّا قولُهُ تعالى {اذْكُرْني عِنْدَ رَبِّكَ}؛ فإِنَّه خاطَبَهم على المُتَعارَفِ عندهمْ، وعلى ما كانوا يُسَمُّونَهم به!
ومنه قَولُ السامِرِيِّ {وانْظُرْ إِلَى إِلهِكَ}؛ أَي: الّذي اتَّخَذْتَهُ إِلهًا" انتهى باختصار.
~ ~ ~
من "معجم مقاييس اللغة" لابن فارس:
"(رَبَّ) الرَّاءُ وَالْبَاءُ يَدُلُّ عَلَى أُصُولٍ!
- فَالْأَوَّلُ: إِصْلَاحُ الشَّيْءِ وَالْقِيَامُ عَلَيْهِ!  فَالرَّبُّ: الْمَالِكُ، وَالْخَالِقُ، وَالصَّاحِبُ. وَالرَّبُّ: الْمُصْلِحُ لِلشَّيْءِ. يُقَالُ رَبَّ فُلَانٌ ضَيْعَتَهُ، إِذَا قَامَ عَلَى إِصْلَاحِهَا.
وَالرَّبُّ: الْمُصْلِحُ لِلشَّيْءِ. وَاللهُ -جَلَّ ثَنَاؤُهُ- الرَّبُّ; لِأَنَّهُ مُصْلِحُ أَحْوَالِ خَلْقِهِ.
وَالرِّبِّيُّ: الْعَارِفُ بِالرَّبِّ.
وَرَبَبْتُ الصَّبِيَّ أَرُبُّهُ، وَرَبَّبْتُهُ أُرَبِّبُهُ. وَالرَّبِيبَةُ الْحَاضِنَةُ.
وَرَبِيبُ الرَّجُلِ: ابْنُ امْرَأَتِهِ.
- وَالْأَصْلُ الْآخَرُ: لُزُومُ الشَّيْءِ وَالْإِقَامَةُ عَلَيْهِ، وَهُوَ مُنَاسِبٌ لِلْأَصْلِ الْأَوَّلِ. يُقَالُ أَرَبَّتِ السَّحَابَةُ بِهَذِهِ الْبَلْدَةِ، إِذَا دَامَتْ. وَأَرْضٌ مَرَبٌّ: لَا يَزَالُ بِهَا مَطَرٌ; وَلِذَلِكَ سُمِّيَ السَّحَابُ رَبَابًا.
وَيُقَالُ (الْإِرْبَابُ): الدُّنُوُّ مِنَ الشَّيْءِ. وَيُقَالُ أَرَبَّتِ النَّاقَةُ، إِذَا لَزِمَتِ الْفَحْلَ وَأَحَبَّتْهُ، وَهِيَ مُرِبٌّ.
- وَالْأَصْلُ الثَّالِثُ: ضَمُّ الشَّيْءِ لِلشَّيْءِ، وَهُوَ أَيْضًا مُنَاسِبٌ لِمَا قَبْلَهُ، وَمَتَى أُنْعِمَ النَّظَرُ كَانَ الْبَابُ كُلُّهُ قِيَاسًا وَاحِدًا.
فَأَمَّا (رُبَّ) فَكَلِمَةٌ تُسْتَعْمَلُ فِي الْكَلَامِ لِتَقْلِيلِ الشَّيْءِ، تَقُولُ: رُبَّ رَجُلٍ جَاءَنِي. وَلَا يُعْرَفُ لَهَا اشْتِقَاقٌ!". انتهى باختصار.
~ ~ ~
ومن كتابِ "المفردات في غريب القرآن" للأصفهاني*:
 (الرَّبُّ) -في الأصل-: التربية! وهو إنشاء الشيءِ حالاً فحالاً إلى حدّ التمامِ!
يقال: رَبَّهُ، وربّاه ورَبَّبَهُ.
فالرّبّ مصدرٌ مستعارٌ للفاعل.
ولا يُقال (الرّبّ) مطلقًا إلاَّ لله تعالى! المتكفّل بمصلحة الموجودات!
نحو قوله: {بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ} [سبأ: 15].
وعلى هذا قوله تعالى: {وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبابًا}[آل عمران:80]
أي: آلهة، وتزعمون أنهم الباري مسبّب الأسباب، والمتولّي لمصالح العباد.
وبالإضافة يُقال له ولغيره، نحو قوله: {رَبِّ الْعالَمِينَ} [الفاتحة: 1]، و{رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ} [الصافات: 126]
ويُقال: رَبُّ الدّار، ورَبُّ الفرس لصاحبهما، وعلى ذلك قول الله تعالى:
{اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ} [يوسف: 42]
وقوله تعالى: {ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ} [يوسف:50]  
وقوله: {قالَ مَعاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ} [يوسف: 23]، قيل: عنى به: الله تعالى، وقيل: عنى به: الملك الذي ربّاه «2» ، والأوّل أليق بقوله. 
    = = =
و(الرَّبَّانِيُّ) قيلَ: منسوبٌ إلى: الرّبّان، ولفظُ فعلانَ من: فَعِلَ يُبْنَى؛ نحو: عطشانَ، وسكرانَ، وقلّما يُبْنى من فَعَل، وقد جاءِ نعسانُ.
وقيلَ: هو منسوب إلى: الرّبّ؛ الذي هو المصدر، وهو الذي يَرًبُّ العِلْمَ،  كالحكيم.
وقيلَ: منسوبٌ إليه، ومعناه: يَرُبُّ نفسهُ بالعلمِ، وكلاهما في التّحقيق متلازمان؛ لأنّ مَنْ رَبَّ نفسهُ بالعلمِ؛ فقد ربَّ العِلْمَ، ومن رَبَّ العِلْمَ؛ فقد رَبَّ نفسه به.
وقيلَ: هو منسوبٌ إلى: الرّبّ، أي: الله تعالى، فالرّبّانيّ كقولهم: إلهيّ، وزيادة النون فيه كزيادته في قولهم: لحيانيّ، وجسمانيّ.
والجمع: ربّانيّون.
قال تعالى: {لَوْلا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ} [المائدة:63]
{كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} [آل عمران:79]
وقوله تعالى: {رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ}[آل عمران: 146]
فالرِّبِّيُّ كالرّبّانيّ. 
و(الرّبوبيّة) مصدر، يقال في: الله عزّ وجلّ. 
 = = = 
وجمع (الرّبّ): أرْبابٌ.
قال تعالى: {أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ} [يوسف: 39]، ولم يكن من حقّ الرّبّ أن يُجمعَ؛ إذ كانَ إطلاقُهُ لا يتناولُ إلّا اللهَ تعالَى، لكنْ أتَى بلفظِ الجمعِ فيه على حسبِ اعتقاداتهمْ! لا على ما عليهِ ذاتُ الشّيءِ في نفسهِ!
و(الرّبّ): لا يقالُ في التّعارفِ إلّا في (الله)! وجمعه: أَرِبَّةٌ، و: رَبُوبٌ.
قال الشاعر:
كانــــــتْ أرِبَّتُهُمْ حَفْرًا وغَرَّهُـــــــمْ
عَقْدُ الجِوارِ وكانُوا مَعْشَرًا غُدُرًا
وقال آخر:
وكنتَ امرأً أفْضَتْ إليك ربَابَتِي
وقَبْــلَكَ ربَّنِي فَضِــعْـــــتُ رُبُـــــــوبُ.
 = = =  
ويُقالُ للعقدِ في موالاةِ الغيرِ: الرِّبَابَةُ.
ولِـمَا يُجمع فيه القِدْحُ: ربَابَةٌ.
واختَصَّ: الرّابُّ والرّابّةُ بأحد الزّوجينِ؛ إذا تولّى تربيةَ الولدِ من زوجٍ كان قبله! و(الرّبيبُ) و(الرّبيبةُ) بذلكَ الولد.
قال تعالى: {وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ}[النساء: 23]
 وربَّيْتُ الأديمَ بالسّمنِ، والدّواءَ بالعسلِ، وسِقَاءٍ مربوبٍ.
 = = =  
و(الرَّبَابُ): السّحابُ، سُمّيَ بذلكَ؛ لأنّهُ يربُّ النّباتَ، وبهذا النّظرِ سمّيَ المطر دَرًّا، وشُبِّهَ السّحابُ باللَّقُوحِ.
وأَرَبَّتِ السّحابةُ: دامت. وحقيقتُهُ أنها صارتْ ذاتَ تربيةٍ.
وتُصوِّرَ فيه مَعْنى الإقامةِ، فقيلَ: أَرَبَّ فلانٌ بمكانِ كذَا؛ تشبيهًا بإقامةِ الرَّبابِ.
 = = =  
وَ(رُبَّ): لاستقلالِ الشَّيْءِ، ولِـمَا يكونُ وقتًا بعد وقتٍ، نحو: {رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا}[الحجر: 2]" انتهى.
والله تعالى أعلمُ.
~ ~ ~ 
وفي "المخصّص"، لابن سيده: 
"(والرَّبُّ): مالِكُ كُلِّ شَيْء.
وَقيلَ (الرَّبُّ): السيّدُ.
وَقيلَ (الرَّبُّ): الـمُدبِّرُ. 
(رُبُوبٌ)، جمع رَبِّ؛ أَي: الـمُلوك.
و(اللهُ عز وَجلّ): الرَّبُّ! بِمَعْنى: المالِكِ السيِّد!
وَقَالَ عز وَجل: {فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً} [يُوسُف: 41]؛ أَي: سَيّده. 
وَأَصلهُ فِي الِاشْتِقَاقِ: من التَّرْبِيَةِ؛ وَهِي التَّنْشِئَةِ!
يُقَال: رَبِّيْتُهُ ورَبَّيْتُهُ؛ بِمَعْنى 
وَقيل للْمَالِك (رَبٌّ)؛ لِأَنَّهُ يملك تَنْشِئَةَ المَرْبُوبُ!" انتهى باختصارٍ.
~ ~ ~
* حيث جمعَ باختصارٍ، أهمّ ما وردَ في المصدرين السابقين.
 الأحد: 30/ رجب/ 1434هـ.

صحيح البخاري، كتاب بدء الوحي، الحديث رقم 2

مطالعةُ أحاديثِ (صحيح البخاري)
1-  كتابُ بدْءِ الوَحْيِ
(1)  بابٌ: كَيْفَ كَانَ بَدْءُ الوَحْيِ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
وَقَوْلُ اللهِ جَلَّ ذِكْرُهُ:
{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} [النساء: 163]

[الحديثُ رقم: 2]
2 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّ الحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ رَضِيَ للهُ عَنْهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ يَأْتِيكَ الوَحْيُ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الجَرَسِ، وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ! فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ!
وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِيَ المَلَكُ رَجُلًا فَيُكَلِّمُنِي، فَأَعِي مَا يَقُولُ))!
قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الوَحْيُ فِي اليَوْمِ الشَّدِيدِ البَرْدِ، فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا!
~ ~ ~
الأربعاء: 26/ رجب/ 1434هـ.