جملةٌ (قرآنيّةٌ) فيها مجموعُ أحكامِ المساجدِ!

جملةٌ (قرآنيّةٌ)


فيها مجموعُ أحكامِ المساجدِ!



بسم الله الرّحمن الرّحيم


قال ربّنا تبارك وتعالى في سورة (النّور):


{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ} (36)


وذكر العلاّمة السّعديّ ـ رحمه الله ـ في تفسيره:


"أي: يُتعبّد لله {فِي بُيُوتٍ} عظيمة فاضلة، هي أحبّ البقاع إليه؛ وهي: (المساجد)


{أَذِنَ اللهُ} أي: أمر ووصّى {أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ}: هذان: (مجموع أحكام المساجد)!


1ـ {أَنْ تُرْفَعَ}:


فيدخل في رفعها:


بناؤها


وكنسها


وتنظيفها من النّجاسة والأذى


وصونها من المجانين والصّبيان الّذين لا يتحرّزون عن النّجاسة


وعن الكافر


وأن تصان عن: اللّغو فيها، ورفع الأصوات بغير ذكر الله!


2ـ {وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ}:


يدخل في ذلك:


الصّلاة كلّها: فرضها، ونفلها


وقراءة القرآن


والتّسبيح، والتّهليل، وغيره من أنواع الذّكر


وتعلّم العلم وتعليمه


والمذاكرة فيها


والاعتكاف


وغير ذلك من العبادات التي تُفعل في (المساجد)!


ولهذا؛ كانت عمارة (المساجد) على قسمين:


أ) عمارةُ: بنيان، وصيانة لها


ب) وعمارةٌ بذكر اسم الله، من الصّلاة وغيرها، وهذا أشرف القِسمين"....ا.هـ *


......................................................................


*نقلته ـ بتصرّف يسير ـ من تفسير: "تيسير الكريم الرّحمن في تفسير كلام المنّان".

السبت/ 21/ ذو القعدة/ 1431هـ

شبهة: [الحجُّ ليسَ من (سبيلِ اللهِ) الّذي تُصرف فيه الزّكاة] وردّ الإمام الألبانيّ عليها

شبهة:

[الحجُّ ليسَ من (سبيلِ اللهِ) الّذي تُصرف فيه الزّكاة]

وردّ الإمام الألبانيّ عليها



بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله؛ أمّا بعد:

فقد قال ربّنا تبارك وتعالى في سورة (التّوبة):

{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (60)


و لقد اعتبر بعضهم أنّ:

[ ::الحجّ ليس من (سبيل الله) الّتي تُصرف فيها الزّكاة::.

• فردّ الوالد ـ رحمه الله تعالى ـ بقوله:

قلت: بلى؛ هو من (سبيل الله) بنصّ حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم!

• واستدلّ الوالد رحمه الله ـ ونحن والحمد لله أمّة الدّليل ـ على ردّه بـ:

أـ بقوله عليه الصّلاة والسّلام الآتي في الرّواية التّالية:

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ؛ رَضيَ اللهُ عَنْهُ:

أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْحَجَّ)؛ فَقَالَتْ امْرَأَةٌ لِزَوْجِهَا:

أَحِجَّنِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَمَلِكَ! فَقَالَ:

مَا عِنْدِي مَا أُحِجُّكِ عَلَيْهِ!

قَالَتْ: أَحِجَّنِي عَلَى جَمَلِكَ فُلَانٍ!

قَالَ: ذَاكَ حَبِيسٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ!

فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:

إِنَّ امْرَأَتِي تَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَرَحْمَةَ اللَّهِ، وَإِنَّهَا سَأَلَتْنِي (الْحَجَّ مَعَكَ)؛ قَالَتْ:

أَحِجَّنِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛

فَقُلْتُ: مَا عِنْدِي مَا أُحِجُّكِ عَلَيْهِ؛ فَقَالَتْ:

أَحِجَّنِي عَلَى جَمَلِكَ فُلَانٍ؛ فَقُلْتُ: ذَاكَ حَبِيسٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ!

فَقَالَ:

((أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَحْجَجْتَهَا عَلَيْهِ كَانَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ))... الحديث.

أخرجه أبو داود بسند حسن.

ب ـ كما استدّل بأقوال السّلف ـ رحمهم الله أجمعين ـ:

فأورد قول الحافظ (ابن كثير) في تفسير الآية المشار إليها:

"وعند الإمام أحمد والحسن وإسحاق: (الحجّ من سبيل الله)؛ للحديث" يريد هذا.

وهو اختيار شيخ الإسلام (ابن تيمية)؛حيث قال في: " الاختيارات العلميّة":

"ومن لم يحجّ حجّة الإسلام وهو فقير؛ أُعطي ما يَحُجُّ به؛ وهو إحدى الرّوايتين عن أحمد"

وما رواه أبو عبيد في "الأموال"؛ عن ابن عمر رضي الله عنه؛ أنّه:

"سُئل عن امرأة أوصتْ بثلاثين درهمًا في (سبيل الله)؛ فقيل له : أتُجعل في (الحجّ)؟ فقال:

أمَا إنّه في (سبيل الله) .

وإسناده صحيح؛ كما قال الحافظ في "الفتح"

وما رواه أبو عبيد ـ بسند صحيح ـ عن ابن عباس:

" أنّه كان لا يرى بأسًا أن يُعطي الرّجل من (زكاة ماله) في (الحجّ) وأن يعتق الرّقبة" ا.هـ *

هذا والله تعالى أعلم.

وصلّى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وسلّم.

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

* اختصرته ورتّبته مع شيء من التّصرّف كوضع العناوين؛ وذلك لترسخ المسألة في أذهاننا.

ومن أراده كاملاً ؛ فليرجع إلى الأصل؛ وهو تعليق والدي ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابه "تمام المنّة" على فقرة [وفي سبيل الله: والحجّ ليس من سبيل الله الّتي تُصرف فيها الزّكاة] والواردة في كتاب: <فقه السّنّة>.

الخميس/13/ ذو القعدة/ 1431هـ

بسم الله الرّحمن الرّحيم

اعتقاد أهل (السّنّة) في (الصَّحابَةِ)

ـ رضوانُ اللهِ عليهِمْ أجمعين ـ

ممّا ورد في بعضِ (المنظوماتِ)



[المنظومة الحائيّة في السّنّة]

لأبي بكر بن أبي داوود السّجستاني ـ رحمه الله ـ

وَقُـلْ إنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْـدَ مُحَمَّـدٍ..........وَزِيـراهُ قُدْمًا؛ ثُمَّ عُثْمَانُ أرْجَـحُ

وَرابِعُهُـم خَـيْرُ البريَّـةِ بَعْـدَهُـم.......... عَلِـيٌّ حَليفُ الخَـيرِ؛ بالخَيرِ مُنْجِحُ


وإنَّهمُ الرَّهْطُ لا رَيْــبَ فِيْهِــمُ...........عَلَى نُجُبِ الفِرْدَوْسِ في الخُلْدِ تَسْرَحُ


سَعِيدٌ وسَعْـدٌ وابنُ عَـوْفٍ وطَلْحـةٌ...........وعَامِرُ فِهْــرٍ والزُّبَيْـرُ المُمَـدَّحُ


وَ(عَائِـشُ) أُمِّ الْمُـؤْمِنِينَ وَخَـالُنا............ مُعَـاوِيَة أَكْـرِمْ بِهِ فَهْـوَ مُصـلحُ


وَأَنْصارُه وَالهَـاجِرونَ دِيـارَهـم..............بنصرهُـمُ عَنْ ظلـمةِ النَّارِ زحزحُوا


وَمَنْ بعدَهُم وَالتـّابِعُون بِحُسنِ مَا..............حَذو حَذوهم قَولاً وَفِعلاً فَأفْـلـحوا


وَقُلْ خَـيْرَ قولٍ في الصَّحَابةِ كُلِّهِمْ.............ولا تَــكُ طَعَّاناً تَعِيْـبُ وَتَجْـرَحُ!


فَقَدْ نَطَقَ الوَحْيُ المُبينُ بِفَضْلِهِــمْ............وفي (الفَتْحِ) آيٌ في الصَّحابةِ تَمْـدَحُ




[المنظومة الدَّاليَّة في السُّنَّة]

لأبي الخطابْ الكلوَذاني ـ رحمه الله ـ


قَالـوا: فَمَـن بَعْد النَّبي خَلِيفـةً؟..........قلتُ: الموحِّد قبل كل مُوَحِّدِ


حَامِيه في يَوم العَرِيش وَمَـْن لَـه...........في الغار يُسْعِدُ يا له من مُسْعِدِ


خَيْـرُ الصَّحَابةِ والقَرَابةِ كـلهِم............ذاك المؤيِّدُ قبل كـلِّ مؤَيِّـدِ


قَالوا: فمن صدّيق أحمد؟ قلتُ: من..........تصديقُهُ بين الوَرى لم يُجْحَد


قَالوا: فَمَن تالي أَبِي بكر الرِّضا؟...........قلتُ: الإمارة في الإمامِ الأزْهَدِ


فـاروق أحمـد والمُهَـذِّبُ بَعْدَه........نَصَر الشَّرِيعَـة بِاللسـان وَباليَدِ


قَالوا: فثالثهم؟ فقلتُ مسارِعًا............مـن بايَعَ المخـتار عَنْه باليْـدِ


صهْر النَّبي عَلَى ابنَتَيه وَمَنْ حَوى..........فضلين: فضْلَ تـلاوَةٍ وتهـجُّد


أعني: ابن عَفّان الشّهيد وَمَن دُعِي..........في النّاسِ ذو النّورين صِهْرُ مُحَمَّدِ


قَالوا: فرابعهم؟ فقلتُ مُبَادِرًا:..............مَنْ حَاز دونهم أخُـوَّةَ أَحمـدِ


زوجُ البتولِ وخيرُ مَنْ وَطِئ الحَصى........ بَعْدَ الثّـلاثة والكـريم المحْتِـدِ


أعني: أبا الحسَنِ الإمامَ وَمَـْن لَـه.........بَيْنَ الأَنـام فضائل لم تُجْحَد


وَلابن هندٍ في الفـؤادِ محَبَّـةٌ............وَمَـوَدَّةٌ فلـيرْغَمَنّ مُفَنِّـدِي


ذاكَ الأمينُ المجتبى لكتابة الـ............ ـوحي المنزّل, ذو التُّقى والسُؤدَد


ولعمّ سيدنا النَّبي مـناقِـبٌ......لَـو عُدِّدتْ لم تنحَصِرْ بتَعَـدُّدِ


أَعْنِي أَبا الفَضْل الَّذِي استَسْقَى به.....عمرُ أوان الجَدْب بيـن الشُهَّـدِ


ذاك الهُمامُ أبوالخلائفِ كلِّهم.......نَسَقًـا إلى المستظهرِ بن المقتـدي


صلّى عليه الله ماهَبَّت صَبَـًا.......وَعَلـى بنيـه الـرَّاكعين السُّجَّدِ


وَأَدَام دولتهم عَلَيْنا سَرمدًا...........ما حَنّ في الأسحـار كُلُّ مُغَرِّد


فعلَيْهِمُ وَعَلى (الصَّحَابةِ كلِّهِم).......صلـواتُ ربهم تروح وتغتـدِي


إني لأرجو أن أفوزَ بحبِّهـم........وَبِمَا اعتقدتُ من الشّريعةِ في غَدِ




[اللاّميّة]

لابن تيمية ـ رحمه الله ـ


يَا سَائِـلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقِيدَتِي.........رُزِقَ الهُدَى مَنْ لِلْـهِدَايَةِ يَسْأَلُ


اسْمَعْ كَـلامَ مُحَقِّقٍ فِي قَولِه.........لاَ يَنْثَـنِي عَنْـهُ وَلاَ يَتَبَـدَّلُ


حُبُّ (الصَّحابَةِ) كلِّهِمْ لِي مَذْهَبٌ .......وَمَوَدَّةُ القُـرْبَى بِهَـا أَتَـوَسّلُ


وَلِكُلِّهِمْ قَدْرٌ عَـلاَ وَفَضَـائلٌ.........لكِنَّمَا (الصِّدِّيقُ) مِنْهُمْ أَفْـضَلُ



[الكافية الشّافية]

لابن القيّم ـ رحمه الله ـ


يا قـوم واللهِ العظيمِ أسأتمُ............بأئمة الإسلام ظنّ الشّـاني


ما ذنبهم ونبيّهم قد قالَ ما............قالوا كذاك منزل الفـرقانِ


ما الذّنب إلا النّصوص لديكم........إذ جسمت بل شبهت صنفانِ


ما ذنبُ من قد قالَ ما نطقتْ بِهِ .......من غيرِ تحريفٍ ولا عدوانِ


هذا كمَا قالَ الخبيثُ لصحبه.......كلب الرّوافض أخبث الحيوانِ


لما أفاضوا في حديث الرّفضِ........عندَ القبرِ لا تخشَونَ من إنسانِ


يا قوم أصلُ بلائكم ومصابكم ......من صاحب القبر الذي تريان


كم قدم ابن أبي قحافة بل غَدَا.........يثنى عليه ثناءَ ذي شكرانِ


ويقولُ في مرضِ الوفاةِ: يؤمُّكم ........عني: (أبو بكر) بلا رَوَغَانِ


ويظلُّ يمنع من إمـامةِ غـيرِهِ..........حتَّى يرى في صورة ميلانِ


ويقول لو كنتُ الخليل لواحد........ في النّاس كان هو الخليل الدّاني


لكنّه الأخ والرّفيق وصاحبي........... وله علينا منة الإحسـانِ


ويقولُ للصّديق يوم الغار لا...........تحزنْ فنحن ثلاثةٌ لا اثنـانِ


اللهُ ثالثنا، وتلك فضـيلةٌ.............ما حازَهَا إلاّ فتى عثمـانِ



[وله ـ رحمه الله ـ في: إغاثة اللّهفان]


يا باغيَ الإحسانِ يطلبُ ربَّـهُ...........لـيفوزَ منْهُ بغـايةِ الآمـالِ


انظرْ إلى هدْيِ (الصّحابةِ) والّذي..........كانوا عليْهِ في الـزَّمانِ الخاَلي


واسلكْ طريقَ القومِ أينَ تيمَّمُوا..........خُذْ يمنةً ما الدَّربُ ذاتُ شمالِ


تاللهِ ما اختارُوا لأنفسهِمْ سوَى..........سبُلَ الهدَى في القولِ والأفعالِ!


درجُوا على نهجِ الرَسولِ وهديِهِ..........وبه اقتدَوا في سائِرِ الأحْـوالِ!


نِعْمَ الرّفيقُ لطالبٍ يبغِي الهُدَى............فمآلُهُ في الحشرِ خيـرُ مـآلِ


القـانتينَ المخبتينَ لربّهِـمْ..............النّـاطقينَ بأصدقِ الأقـوالِ!


التّاركينَ لكلّ فعـلٍ سيِّءٍ...............والعاملينَ بأحسنِ الأعمـالِ!


أهواؤُهُمْ تبعٌ لدين نبيِّهِـمْ...............وسواهُمُ بالضّدِّ في ذي الحالِ!


ما شابَهُمْ في دينهِمْ نقصٌ ولاَ............في قولهِمْ شطحُ الجهولِ الغالِي!


عمِلوا بما علِموا ولم يتكلّفوا..............فلذاكَ ما شابُوا الهدَى بضلالِ!


وسواهُمُ بالضدِّ في الأمرينِ قدْ..........تركُوا الهدَى ودعَوا إلى الإضلالِ!


فهُمُ الأدِلَّةُ للحيارَى؛ مَنْ يَسِرْ..........بهداهُمُ لم يخـشَ مِنْ إضـلالِ


وهمُ النُّجومُ هدايةً وإضـاءةً...........وعـلوّ منزلة وبُعـْد مـنالِ





[الدّرّة المضيّة في عقد الفرق المرضيّة]

للإمام السّفاريني ـ رحمه الله ـ


ولـيسَ في الأمّـة بالتّـحقيقِ..............في الفضلِ والمعروفِ كالصّديقِ


وبعدَهُ الفـاروقُ من غيرِ افترَا...............وبعدَهُ عثمانُ فـاتْرُكِ المـِرَا


وبعدُ فالفضلُ حقيقًا فاسمعِ.............نظـامِي هذا للبـطينِ الأنـزعِ


مجدلُ الأبطالِ ماضي العزمِ.............مفرج الأوجـالِ وافي الحـزمِ **


وافي النّدَى مبدِي الهدَى مردِي العِدَا........مجلي الصدَا يا ويل من فيه اعتدَى


فحبُّهُ كحبِّهِمْ حتمًا وجـبْ.............ومنْ تعدَّى أوْ قَلَى فقـدْ كـذَبْ!


وبعدُ فالأفضلُ باقي العشرَة...............فأهلُ بدر ثمَّ أهـل ُالشـّجرَة


وقيلَ أهلُ أحد المقدمـة.................والأول أولى للنّصوص المحكمه


و(عائشةُ) في العلْمِ معْ (خديجَة)...............في السّبق فافهمْ نكتـة النّتيجـه!



وله ـ أيضًا ـ

[فصل في فضل الصّحابة جملة]


وليسَ في الأمـّةِ كالصّحـابَه..........في الفضْلِ والمعروفِ والإِصَابَه


فإنهُمْ قدْ شاهـدُوا المخـتارَا..........وعاينُوا الأسـرارَ والأنـوارَا


وجاهـدُوا في اللهِ حتّى بانـَا.........دينُ الهدَى وقدْ سـَمَا الأدْيانـَا


وقدْ أتَى في محـكمِ الـتّنزيلِ.........من فضلهِمْ ما يشـفِي للغـلِيلِ


وفي الأحـاديثِ وفي الآثـارِ.........وفي كـلامِ القـومِ والأشـعارِ


ما قدْ ربا من أن يحيطَ نظمِي..........عن بعضِهِ فاقنعْ وخذْ مـن علْمِ


واحذرْ من (الخوضِ) الّذِي قدْ يزرِي.......بفضلهِم ممّا جرَى لو تـدْرِي


فإنّه عن اجتهادٍ قـدْ صـدَرْ...........فأسلِمْ؛ أذلَّ اللهُ مَنْ لهمْ هجَـْر


وبعدَهُم فالتَّابعـونَ أحـرَى...........بالفضْلِ ثمَّ تابعوهُـمْ طـرًّا



[سلّم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله و اتّباع الرسول صلّى الله عليه وسلّم]

للشّيخ العلاّمة: حافظ بن أحمد الحكمي ـ رحمه الله ـ


وَبَعْدَهُ الْخَـلِيفَةُ الشَّفِيــقُ.........نِعْمَ نَقِيبُ الأُمَّةِ الصِّدِّيـقُ


ذَاكَ رَفِيقُ المُصْطَفَى في الْغَـارِ.........شَيْخُ الْمُهاجرينَ والأنْصَارِ


وهُوَ الَّذِي بِنَفْسِـهِ تَوَلَّــى .........جِهَادَ مَنْ عَنِ الْهُدَى تَولَّى


ثَاِنيه في الفَضْلِ بِلاَ ارْتيـاب ..........الصَّادِعُ النَّاطِقُ بِالصَّـوَابِ


أعني بِهِ الشَّهْمَ أبَا حَفْص عُمَرْ ........مَن ظَاهرَ الدّينَ القويمَ ونَصَر

الصَارِمُ الْمنكِي عَلَى الكُـفَّارِ.........وَمُوسِعُ الْفُتُوحَ في الأمْـصَارِ


ثَالِثُهُمْ عُثمانُ ذُو النُّورَيْـنِ ..............ذو الْحِلمِ والْحَيَا بِغَيْرِ مَيْنِ


بَحْرُ الْعلُومِ جَامِعُ الْقُـرْآنِ .............مِنْهُ اسْتَحَتْ مَلائِكُ الرَّحْمَنِ!


بَايَعَ عَنْهُ سَيِّدُ الأَكــوَانِ .............بِكَفِّهِ فِي بَيْعَةِ الرِّضْــوَانِ


والرَّابِعُ ابْنُ عَمِّ خَيْرِ الرُّسُلِ ............أعْنِي الإماَمَ الْحَقَّ ذا الْقَدْرِ الْعَلي


مُبِيدُ كُلِّ خَارِجيٍّ مَـاِرقِ ............. وَكُلِّ خِبٍّ رافِضِي فَاسِـقِ


مَن كَانَ للرَّسُولِ في مَكَانِ ..............هَارُونَ مِنْ مُوسَى بِلاَ نُكْرَان


لاَ في نُبوَّةٍ فَقَدْ قَدمْتُ مَـا ...........يَكْفَي لِمَنْ مِنْ سُوْءِ ظَنٍّ سَلِمَا


فَالسِّتَّةُ الْمَكَمِّلُونَ الْعَشـرَهْ ..........وَسَائِرُ الصَّحْبِ الكِرَامِ الْبَرَرَهْ


وأهْلُ بَيْتِ الْمُصْطَفَى الأطْهَاِر .......... وَتَابِعُوهُ السَّادَةُ الأَخيَــارُ


فَكُلُّهُمْ في مُحْكَمِ القُـرْآنِ ............ أَثنَى عَلَيْهمْ خَالِقُ الأكْوَانِ


في الفْتَحِ والْحَدِيدِ والْقِتَـالِ ...........وَغَيْرَهَا بِأكْمَلِ الْخِصـَالِ


كَذَاكَ في التَّوْرَاةِ والإنْجِيلِ .............صِفَـاتُهُمْ معلومةُ التّفصيلِ


وذكرُهم في سنَّة المختـارِ .............قَدْ سَارَ سَيْرَ الشَّمس في الأقْطَارِ


ثم (السُّكُوتُ) واجِبٌ عَما جَـرَى........بَيْنَهُـمْ مِنْ فِعْلِ مَا قَدْ قُدِّرَا


فَكُلُّهُمْ مُـجْتَهِدٌ مُثَــابُ ..............وَخَطَؤُهُمْ يَغْفِرُهُ الوَهَّـابُ


:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::


**قال العلاّمة العثيمين ـ رحمه الله ـ في شرحه للعقيدة السّفارينيّة:

"وقد يقول قائل ـ تعليقًا على قول المؤلّف ـ رحمه الله ـ في وصف عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه:

(مفرج الأوجال) و (مجلي الصدّا): أليس في هذا العموم غلوّ؟

والجواب: الحقيقة أنّ فيه شيئًا من الغلوّ؛ خصوصًا (مفرج الأوجال)، لكن يقال في الاعتذار عن المؤلّف ـ رحمه الله ـ:

إنّ هذا وصف إضافيّ؛ بمعنى: أنّه عندما يخاف النّاس يكون هو الّذي يزيل الخوف عنهم؛ لكن بأمر الله عزّ وجلّ؛ وإلاّ فإن التّفريج المطلق لا يكون إلا لله عزّ وجلّ.

أمّا (مجلي الصدّا) فكذلك أيضًا؛ يمكن أن يقال: إنّ فيه شيئًا من المبالغة؛ لكنّه ـ رحمه الله ـ إنّما أطنب في وصف عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه؛ لأسباب سيأتي ذكرها إن شاء الله.". ا.هـ

تنبيه:

1ـ نقلتُ الأبيات حسب ما توفّر من النّسخ؛ فقد تختلف عند البعض من جهة زيادة بعض الأبيات، أو تغاير بعض الكلمات.

2ـ يُرجى العودة للشّروح لفهم الأبيات على الوجه الصّحيح، والوقوف على تعليقات الشّيوخ الأفاضل عليها.

الجمعة/ 7/ ذو القعدة/ 1431هـ


بسم الله الرّحمن الرّحيم


ليس طبّه صلّى الله عليه وسلّم كطبّ الأطبّاء


عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ رضِيَ اللهُ عنه؛ قَالَ:

جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَ:

إِنَّ أَخِي اسْتَطْلَقَ بَطْنُهُ!

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

((اسْقِهِ عَسَلاً))؛ فَسَقَاهُ، ثُمَّ جَاءَهُ؛ فَقَالَ:

إِنِّي سَقَيْتُهُ عَسَلاً؛ فَلَمْ يَزِدْهُ إِلاَّ اسْتِطْلاقًا! فَقَالَ لَهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ جَاءَ الرَّابِعَةَ؛ فَقَالَ:

((اسْقِهِ عَسَلاً))!

فَقَالَ: لَقَدْ سَقَيْتُهُ فَلَمْ يَزِدْهُ إِلاَّ اسْتِطْلاَقًا! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

((صَدَقَ اللهُ! وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ))! فَسَقَاهُ فَبَرَأَ!

رواه مسلم ـ رحمه الله تعالى ـ في كتاب: السّلام/ باب التّداوي بسَقي العسل/ الحديث رقم: (2217).

وأورده الوالد ـ رحمه الله تعالى ـ في: "سلسلته الصّحيحة"؛ رقم الحديث:

(243)

وذكر تحته كلام العلاّمة: ابن القيّم ـ رحمه الله ـ:

[في: "الزّاد" (3/ 97 ـ 98) ـ بعد أن ذكر كثيرًا من فوائد العسل ـ:

"فهذا الّذي وصف له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم(العسل) كان استطلاق بطنه عن تخمة أصابته عن امتلاء؛ فأمَرَهُ بشرب (العسل)؛ لدفع الفضول المجتمعة في نواحي المعدة والأمعاء.

فإنّ (العسل) فيه جلاء ودفع للفضول، وكان قد أصاب المعدة أخلاط لزجة تمنع استقرار الغذاء فيه للزوجتها؛ فإنّ المعدة لها خمل كخمل المنشفة؛ فإذا علقت بها الأخلاط اللّزجة أفسدتها وأفسدت الغذاء؛ فدواؤها بما يجلوها من تلك الأخلاط!

و(العسل) من أحسن ما عولج به هذا الدّاء؛ لا سيّما إن مزج بالماء الحارّ.

وفي (تكرار) سقيه (العسل) معنى طبّيّ بديع! وهو أنّ:

الدّواء يجب أن يكون له (مقدار) و(كمّيّة) بحسب حال الدّاء؛ إن قصر عنه لم يُزِله بالكلّيّة، و إن جاوزه أوهن القوى؛ فأحدث ضررًا آخر!

فلمّا أمَرَهُ أن يسقيه العسل؛ سقاه مقدارًا لا يفي بمقاومة الدّاء، ولا يبلغ الغرض!

فلمّا أخبره؛ علم أن الّذي سقاه لا يبلغ مقدار الحاجة.

فلمّا (تكرّر) ترداده إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم؛ أكَّدَ عليه المعاودة؛ ليصل إلى المقدار المقاوم للدّاء؛

فلمّا (تكرّرت) الشّربات بحسب مادّة الدّاء؛ برَأَ بإذن الله!

واعتبار مقادير الأدوية، وكيفيّاتها، ومقدار قوّة المرض والمريض؛ من أكبر قواعد الطّبّ!

وقوله صلّى الله عليه وسلّم: ((صَدَقَ اللهُ، وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ))؛ إشارة إلى:

ـ تحقيق نفع هذا الدّواء

ـ وأنّ بقاء الدّاء ليس لقصور الدّواء في نفسه؛ ولكن لكذب البطن، وكثرة المادّة الفاسدة فيه.

فأمره بتكرار (الدّواء)؛ لكثرة (المادّة)!

وليس (طبّه) صلّى الله عليه وسلّم كطبّ (الأطبّاء)!

فإنّ (طبّ) النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم متيَقَّنٌ قطعيٌّ إلهيٌّ؛ صادر عن الوحي، ومشكاة النّبوّة، وكمال العقل، و(طبّ) غيره أكثره (حدس) و(ظنون) و(تجارب)!

ولا يُنْكَرُ عدم انتفاع كثير من المرضى بطبّ النبوة؛ فإنّه إنّما ينتفع به من:

تلقّاه بالقبول

واعتقاد الشّفاء به

وكمال التّلقي له بالإيمان والإذعان!

فهذا القرآن ـ الّذي هو شفاء لما في الصّدور ـ إن لم يُتلقَّ هذا التّلقّي لم يُحْصَلْ به شفاء الصّدور من أدوائه! بل لا يزيد المنافقين إلاَّ رجسًا إلى رجسهم، ومرضًا إلى مرضهم!

وأين يقع طبّ الأبدان منه؟!

فطبّ النّبوّة لا يناسب إلاَّ (الأبدان الطّيَبة)؛ كما أن شفاء القرآن لا يناسب إلاّ (الأرواح الطيّبة)، و(القلوب الحيّة)!

فإعراض النّاس عن (طبّ النّبوّة)؛ كإعراضهم عن (الاستشفاء بالقرآن) الّذي هو الشّفاء النّافع!

وليس ذلك لقصور في الدّواء؛ ولكن لخبث الطّبيعة، وفساد المحلّ، وعدم قبوله، والله الموفّق"]. ا.هـ.

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

الأحد/2/ ذو القعدة/ 1431هـ