ما تفسير ما شكّت فيه الزّنادقة من اختلاف مدّة (اللّبث) في القرآن الكريم؟

بسم الله، والحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله؛ أمّا بعد:

فقد جاء في كتاب: "الرّدّ على الجهميّة والزّنادقة"؛ المنسوب للإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله تعالى ـ:

"أَمَّا قَوْلُهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ}.

وَقَالَ: {يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْرًا}.

وَقَالَ: {إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْمًا}.

وَقَالَ: {إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً}

وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ شَكَّتِ الزَّنَادِقَةُ!

أَمَّا قَوْلُهُ: {إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْرًا}: وَذَلِكَ إِذَا خَرَجُوا مِنْ قُبُورِهِمْ، فَنَظَرُوا إِلَى مَا كَانُوا يُكَذِّبُونَ بِهِ مِنْ أَمْرِ الْبَعْثِ، قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ إِنْ لَبِثْتُمْ فِي الْقُبُورِ إِلاَّ (عَشْرَ لَيَالٍ)!

وَاسْتَكْثَرُوا (الْعَشْرَ)؛ فَقَالُوا:

{إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْمًا}؛ فِي الْقُبُورِ،

ثُمَّ اسْتَكْثَرُوا (الْيَوْمَ)؛ فَقَالُوا:

{إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً}

ثُمَّ اسْتَكْثَرُوا (الْقَلِيلَ)؛ فَقَالُوا:

{لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ}...

فَهَذَا تَفْسِيرُ مَا شَكَّتْ فِيهِ الزَّنَادِقَةُ!". ا.هـ

ـــــــــــــــــــ

والله تعالى أعلم.

السّبت/1جمادى الآخرة/1431هـ