لأهل القرآن... لَمَّا نَزَلَتْ: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ﴾

لأهل القرآن... لَمَّا نَزَلَتْ: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ﴾
بسم الله، والحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله؛ أمّا بعد:
فعندما تسمو لدى المسلم ـ في هذه الحياة ـ غاياته؛ تسمو معها تساؤلاته!
وفي الحديث الشّريف ـ الآتي ـ مثال لتلك الأسئلة، وإجابة منه عليه الصّلاة والسّلام؛ إجابة تشذّب النّفوس، وتزكّي القلوب؛ فتعلّمها النّظر للأمور بمنظار الدّين لا الدّنيا!
فعَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ؛ قَالَ:
لَمَّا نَزَلَتْ: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ﴾ (1)
قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ؛ فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ:
"أُنْزِلَتْ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ؛ لَوْ عَلِمْنَا أَيُّ الْمَالِ خَيْرٌ؛ فَنَتَّخِذَهُ؟"
فَقَالَ:
((أَفْضَلُهُ: لِسَانٌ ذَاكِرٌ، وَقَلْبٌ شَاكِرٌ، وَزَوْجَةٌ مُؤْمِنَةٌ تُعِينُهُ عَلَى إِيمَانِهِ))! (2)
وقد جاء في : "حاشية السّندي على ابن ماجه":
" فَعَدَّ الْمَذْكُورَات مِنْ (الْمَال)؛ لِمُشَارَكَتِهَا لِلْمَالِ؛ أَيْ:
فِي مَيْل قَلْب الْمُؤْمِن إِلَيْهَا
وَأَنَّهَا أُمُور مَطْلُوبَة عِنْده
ثُمَّ عَدَّهَا مِنْ أَصْل الْأَمْوَال؛ لِأَنَّ نَفْعهَا بَاقٍ، وَنَفْع سَائِر الْأَمْوَال زَائِل!
وَبِالْجُمْلَةِ؛ فَالْجَوَاب مِنْ أُسْلُوب (الْحَكِيم)؛ لِلتَّنْبِيهِ عَلَى أَنَّ:
هَمّ الْمُؤْمِن يَنْبَغِي أَنْ يَتَعَلَّق (بِالْآخِرَةِ)؛ فَيَسْأَل عَمَّا (يَنْفَعهُ)، وَأَنَّ أَمْوَال الدُّنْيَا كُلّهَا لَا تَخْلُو عَنْ (شَرّ)!" ا.هـ
والله تعالى أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) [سورة التّوبة: 34]
(2) "صحيح التّرغيب والتّرهيب"، رقم الحديث: (1499)
الأربعاء/ 9 جمادى الأولى/ 1431هـ