الإمام الألباني يبين أن من أسباب البدعة:
الاستحسان في الدين!
 بسم الله الرحمن الرحيم:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره...
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا...
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له...
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله...
أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وآله وسلم...
وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار...
البدعة!...
ما أسهل انتشارها!...
وما أصعب تخلي أصحابها عنها!...
تصدى لها علماؤنا تنبيهًا وتحذيرًا!... فجزاهم الله عنا خيرًا...
ومن ضمن تلك التنبيهات والتحذيرات: بيان أسباب ولادة البدع!...
وقد وضح ذلك والدنا ـ رحمة الله عليه ـ في مقطعين كافيين ـ في نظري ـ لأولي الألباب!

قال ـ رحمه الله ـ في كتابه القيم: "مناسك الحج والعمرة" *:
 [[...واعلم أن مرجع هذه البدَع ـ المشار إليها ـ إلى أمور:
 الأول:أحاديث ضعيفة؛ لا يجوز الاحتجاج بها، ولا نسبتها إلى: النبي صلى الله عليه وسلم.
ومثل هذا؛ لا يجوز العمل به عندنا على ما بينته في مقدمة: "صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم"، وهو مذهب جماعة من أهل العلم؛ كابن تيمية وغيره

.الثاني:أحاديث موضوعة، أو: لا أصل لها، خَفِي أمرها على بعض الفقهاء؛ فبنوا عليها أحكامًا، هي من صميم البدع، ومحدثات الأمور!
 الثالث:اجتهادات واستحسانات! صدرت من بعض الفقهاء ـ خاصة المتأخرين منهم ـ لم يدعموها بأي دليل شرعي! بل سَاقُوها مساق المسلَّمَات من الأمور! حتى صارت سننًا تُتَّبَع!
ولا يخفى على المتبصر في دينه؛ أن ذلك مما لا يسوغ اتّباعه؛ إذ لا شرْع إلا ما شرعه الله تعالى.
وحسب المستحسِن ـ إن كان مجتهدًا ـ أن يجوز له هو العمل بما استحسنه وأن لا يؤاخذه الله به؛ أما أن يتخذ الناس ذلك شريعة، وسنة؛ فلا ثمَّ لا! فكيف وبعضها مخالف للسنة العملية...]إلخ

وقال ـ رحمه الله ـ في مطلع الشريط الأول من سلسلته الصوتية: "سلسلة الهدى والنور":
 [[...ثم مما ينبغي التنبيه عليه؛ هو أن: قوله عليه السلام: ((وإيَّاكُمْ ومحدَثَاتِ الأمُورِ))؛ إنما يعني:
كل عبادة حدثت بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ فتكون ضلالةً! وإن كان في ظن كثير من الناس يحسبونها أنها: (حَسَنَة)!
وبحقٍّ؛ قال عبد الله بن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ:
"كل بدعةٍ ضلالة، وإن رآها الناس حسنة"!ذلك لأن: (الاستحسان في الدين)؛ معناه أن:
هذا المستحسٍن؛ قرن نفسه مع رب العالمين! الذي ليس لأحد سواه أن يشرع؛ إلا ما شاء الله عز وجل. ولهذا قال الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ:
"من استحسنَ فقدْ شرَّع"! "من استحسنَ فقدْ شرَّع"!
لأنه ما يُدري هذا المستحسِن أن هذا الذي استحسنه بعقله وفكره فقط، ولم يستمدّ ذلك من كتاب ربه أو من سنة نبيه، من أين له أن يعرف أن هذا أمرٌ حسن؟!
لهذا يجب أن يكون موقفنا جميعًا من كل محدثةٍَ في الدين:
(الامتناع عنها)! بما سبق ذكره من أحاديث صحيحة]]
.
انتهى كلامه رحمه الله.
ـ
ــــــــــــــــــــــــــــ
* مكتبة: المعارف/ الطبعة الأولى للطبعة الجديدة/ 1420 هـ/ ص: 43.

عنوان الكتاب: الدليل إلى تعليم كتاب الله الجليل

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
عنوان الكتاب: 
الدَّليلُ إلى تَعْليمِ كتابِ اللهِ الجَليلِ

الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ علَى رسُولِ اللهِ...

نُنَوِّهُ إلى أنَّ عنوانَ الكتابِ الذي ألَّفْنَاهُ ـ بفضْلٍ منَ اللهِ وحدَه ـ هُو:

(الدَّليلُ إلى تعْليمِ كتابِ اللهِ الجَليل)، وليس: إلى (تعلُّم)؛ كمَا انتشَر في كثيرٍ المواقِع.

ونبَّهنَا إلى هَذا الأمْر؛ لأنَّ هناكَ فرقًا في المعْنى؛ بينَ الكَلِمَتَين...

وبالتَّالي فكَلِمَةُ (تعلُّم)؛ لا تُشِيرُ إلى المضْمونِ الفِعْلِّي للْكِتَاب.

واللهُ الموفِّق.

المؤلِّفَتَان: حَسَّانَة وسُكَينة.
- - -




تَنْويهٌ
بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم
الحمدُ للهِ، والصّلاةُ والسّلامُ على رسُولِ اللهِ
قَدْ ألغَينا الطّبعةَ التي كَانَ عُنْوانُها:
(الدَّلِيل إلى تَعْليمِ كِتَابِ اللهِ الجَليل)
والمشارُ إليها في السُّطورِ السَّابِقة
واعْتَمَدْنا الطّبعَةَ الجَديدةَ -والَّتي صَدرتْ مؤخَّرًا بفضْلِهِ تعالى- وَهي بعُنوان:
(الدّليل إلى كيفيةِ تعليمِ القُرآنِ الكريم)
وهيَ الطّبعةُ الوحِيدةُ المعْتمَدَة
ومَكتُوبٌ عَلى غِلَافِها: الطّبعةُ الجَدِيدَة 
والنَّاشِرُون: مُؤسَّسةُ الرَّيَّان، بَيروت.
والحمدُ للهِ ربِّ العَالَمين.
الأحد  26 رجب 1435هـ‍

ما يضاد التوحيد: (الشرك)!..للإمام محمد بن عبد الوهاب


بسم الله الرحمن الرحيم:
ما يضاد التوحيد: (الشرك)!
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله...
يتابع الإمام المجدد: (محمد بن عبد الوهاب) ـ رحمه الله ـ؛ في رسالته القيمة: (الرسالة المفيدة)؛ محذرًا المسلم مما قد يقدح في توحيده؛ حيث قال:

"ثم اعلم أن: ضد التوحيد: (الشرك) وهو ثلاثة أنواع:
1ـ شرك أكبر،
2ـ وشرك أصغر،
3ـ وشرك خفي.

1ـ والدليل على الشرك الأكبر؛ قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً}. [النساء: 116].وقال تعالى:
{وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرائيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}. [المائدة: 72].

وهو أربعة أنواع:النوع الأول: شرك الدعوة.
والدليل قوله تعالى:
{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ}. [العنكبوت: 65].
النوع الثاني: شرك النية والإرادة والقصد.
والدليل قوله تعالى:
{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ}{أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. [هود: 15و16].
النوع الثالث: شرك الطاعة.
والدليل قوله تعالى:
{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}: [التوبة: 31].
وتفسيرها الذي لا إشكال فيه:
طاعة العلماء، والعباد في المعصية؛ لا دعاؤهم إياهم، كما فسرها النبي صلى الله عليه وسلم، لعدي بن حاتم لما سأله، فقال: لسنا نعبدهم، فذكر له أن عبادتهم طاعتهم في المعصية.
النوع الرابع:
شرك المحبة.والدليل قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ}. [البقرة: 165].

2ـ والنوع الثاني: شرك أصغر، وهو: (الرياء)
والدليل قوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}. [الكهف: 110].

3ـ والنوع الثالث: شرك خفي (1).
والدليل قوله صلى الله عليه وسلم:
((الشرك في هذه الأمة؛ أخفى من دبيب النملة السوداء على صفاة سوداء في ظلمة الليل)). (2)
وكفارته: قوله صلى الله عليه وسلم:
((اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئًا وأنا أعلم، وأستغفرك من الذنب الذي لا أعلم)). (3).
انتهى كلامه؛ رحمه الله ونفع به.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): وبعض العلماء أدرج هذا النوع ضمن: الشرك: (الأكبر والأصغر)؛ فاعتبر الشرك (نوعان) فقط. وبراجع لذاك كتب التوحيد وشروحها.
(2) و(3): لم أجد هذا اللفظ؛ وهناك أحاديث بنحوها؛ ولكن ضعفها والدنا ـ رحمه الله تعالى ـ؛ إلا أنه ذكر شواهد؛ ومنها:
ـ ((الشِّرْكُ أَخْفَى في أُمَّتِي مِنْ دَبِيْبِ الذَّرِّ عَلَى الصَّفَا...)) إلخ.
ولهذا ينظر: [سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة؛ رقم الحديث: (3755)]
ـ ومما صح ؛ قوله عليه الصلاة والسلام:
((الشِّرْكُ في هَذِهِ الأُمَّةِ أَخْفَى مِنْ دَبِيْبِ النَّمْلِ)).
انظر: [كتاب: "الإيمان" لابن تيمية؛ بتحقيق الإمام: الألباني ـ رحمه الله ـ].
ـ وفي: "صحيح الأدب المفرد":
عن معقل بن يسار قال: انطلقت مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال: ((يا أبا بكر! للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل))!
فقال أبو بكر: وهل الشرك إلا من جعل مع الله إلهاً آخر؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
((والذي نفسي بيده! للشرك أخفى من دبيب النمل! ألا أدلك على شيء إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره؟)).
قال: ((قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم)).
ـ وفي: "صحيح الجامع الصغير":
((الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل! وسأدلك على شيء إذا فعلته أذهب عنك صغار الشرك وكباره؛ تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم، تقولها ثلاث مرات)). رقم الحديث: (3625).
ـ وفي: "صحيح الترغيب والترهيب"، رقم الحديث: (36):
عن أبي علي ـ رجل من بني كاهل ـ قال: خَطَبَنَا أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ؛ فَقَالَ:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ! اتَّقُوا هَذَا الشِّرْكَ! فَإِنَّهُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ)!
فَقَامَ إِلَيْهِ: عَبْدُ اللهِ بْنُ حَزْنٍ، وَقَيْسُ بْنُ المُضَارِبِ؛ فَقَالاَ:
(وَاللهِ لَتَخْرُجَنَّ مِمَّا قُلْتَ، أَوْ لَنَأْتِيَنَّ عُمَرَ مَأْذُونًا لَنَا أَوْ غَيْرُ مَأْذُونٍ)
قَالَ: بَلْ أَخْرُجُ مِمَّا قُلْتُ؛ خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ؛ فَقَالَ:
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ! اتَّقُوا هَذَا الشِّرْكَ! فَإِنَّهُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ)).
فَقَالَ لَهُ مَنْ شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ:
(وَكَيْفَ نَتَّقِيهِ وَهُوَ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ؛ يَا رَسُولَ اللهِ؟!)؛ قَالَ:
((قُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نُشْرِكَ بِكَ شَيْئًا نَعْلَمُهُ، وَنَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ نَعْلَمُه)).
ونمتثل أمر نبينا عليه الصلاة والسلام:
اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئًا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم.

تفقّدْ توحيدَك أيها المسلم!

تفقّدْ توحيدَك أيها المسلم!


بسم الله الرحمن الرحيم:
إن الحمد لله... نحمده، ونستعينه، ونستغفره...
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا...
من يهده الله فلا مضلّ له... ومن يضلل فلا هادي له...
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الله...وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله..
أما بعد:
فإن المسلم مكلف أن يدعو إلى ربه، ويعبده على بصيرة، فقد قال تعالى:
{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف:108].
ومما يضعف هذه البصيرة؛ بل ويُميتها! جهلُ العبد بأمرٍ يدخل في صلب معتقده وعبادته؛ ألا وهو: أنواع التوحيد!
ومن هذا الباب؛ رأيت من المهمّ أن أنقل للقراء مقطعًا من كتاب: "الرسالة المفيدة"؛ للإمام المجدد: (محمد بن عبد الوهاب)؛ رحمه الله تعالى، وجزاه عن المسلمين خيرًا..
سائلة الله تبارك وتعالى: النفع والقبول.

قال ـ رحمه الله ـ:


"بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد:
فاعلم ـ أرشدك الله تعالى ـ أن الله خلق الخلق ليعبدوه، ولا يشركوا به شيئًا؛
قال الله تعالى:
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].
Ÿ والعبادة هي: (التوحيد)! لأن الخصومة بين الأنبياء والأمم فيه؛ كما قال الله تعالى:
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36].
وأما: (التوحيد)؛ فهو ثلاثة أنواع:
توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.


ـ أما توحيد الربوبية:
فهو الذي أقر به الكفار على زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يدخلهم في الإسلام، وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستحل دماءهم وأموالهم.
ـ وهو: توحيده بفعله تعالى.
والدليل قوله تعالى:
{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُون}[يونس: 31]
{قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}{سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ}{قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}{سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ}{قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ}[المؤمنون: الآيات: 84ـ 85ـ 86 ـ 87ـ 88ـ 89]
والآيات على هذا كثيرة جدًّا، أكثر من أن تحصر! وأشهر من أن تذكر!


ـ وأما الثاني؛ وهو: توحيد الألوهية:
فهو الذي وقع فيه النزاع في قديم الدهر وحديثه!
ـ وهو توحيد الله تعالى بأفعال العباد:
كالدعاء، والنذر، والنحر، والرجاء، والخوف، والتوكل، والرغبة، والرهبة، والإنابة.
ودليل الدعاء قوله تعالى:
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60]
وكل نوع من هذه الأنواع عليه دليل من القرآن.
وأصل العبادة:
تجريد الإخلاص لله وحده، وتجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم!
قال تعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً}[الجن: 18]
وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}[الأنبياء: 25]
وقال تعالى: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ} ـ إلى قوله ـ {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ}[الرعد:14]
وقال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [الحج: 62]، والآيات معلومات.
وقال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}[الحشر: 7]
وقال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[آل عمران: 31].


ـ وأما الثالث؛ فهو: توحيد الذات والأسماء والصفات:
قال تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}اللَّهُ الصَّمَدُ}{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ}{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ}[سورة الإخلاصٍ]
وقال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[الأعراف: 180]
وقال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}."[الشورى: 11].
انتهى كلامه ـ رحمه الله تعالى ـ.
ملحوظة: أسماء السور، وأرقام الآيات؛ ليست من كلام الشيخ؛ وإنما وضعتها ضمن النص لئلا يطول الهامش.
ــــــــــــــــــــــــ
وبعد قراءتنا للموضوع؛ هل علمنا:
ـ ما هي العبادة؟
ـ ما هو أصل العبادة؟
ـ ما هي أنواع التوحيد؟
ـ ما أدلتها من القرآن الكريم؟
ـ ما هو التوحيد الذي وقع فيه النزاع في قديم الدهر وحديثه؟
ـ لمن يجب أن نصرف: دعاءنا، ونحرنا، ورجاءنا، وخوفنا، وتوكلنا... إلخ؟
أسأله تعالى أن يوفقنا لتوحيده جل في علاه، ويتوفانا عليه. اللهم آمين.